أصفر...
هكذا كان لون ملابسه العسكرية
و الرمال التى غطّت شعره,
الصحراء المترامية الأطراف,
والدبابة التى حملت راية العدو
وملابس أصدقائه و خوذاتهم
لون الأفق و لون الشمس وقت الظهيرة
و آشعتها الحارقة على جلودهم
والخوف فى عيون زملائه و هم يواجهون الدبابة
ببنادقهم الخاوية....
لون الهلع فى عينيه حين أبادتهم عن آخرهم
و وجهه حين فرّ هارباً متعثّراً بخطاه
و ما حيا لن ينسى أنه كان لون الهزيمة و الضعف فى عيون الجميع
حين رحّلوه إلى قريته النائية......
أسود .....
كان لون عينيه الحزينتين أبداً
لون الموت و ملابس الجيران....
وكان لون شعرها قديماً و شالها المعقود حول كتفيها الآن
و أدرك كونه سيصير لون ملابسه و الليل و أمواج القناة
كما كان لونٌُ لطّخ وجهه هو و رفاقه
ولون السماء حينها والقارب المطاطى
و لون الذخيرة و السلاح
و لون الظلام الذى ملأ قلبه و اليأس الذى ولّى
و قلب الجندى عدوه، و قبضتيه
حين انتزع بهما عدداًمن الأرواح
ولون الصراخ و الدخان الذى تصاعد خلف ظهورهم
وهم يعبرون_ راجعين_ القناة....
· أحمر....
كان يوماً لون الوردة حين قطفتها....
لون وجنتيها حين أهدتها إليه ...
وكان لون نفس الوردة حين ضمتها صفحات كتابٍ ثقيلٍ لديه
و مازال يتذكره لون جثث أصدقائه فى المعركة الأخيرة
لكنه تحول ليصبح لون الغضب فى عينيه,و العروق النافرة فى جبهته
وسحابة الموت القادمة لإقتناص أرواح الخصوم
والأوامر العسكرية الصارمة
ولون جلودهم تحت لهيب الصراع.....
لون الإنفجارات و النيران و الموت الممتزج بالدماء وقت الظهيرة
والقذائف و الجراح...
و لون الشراب و المصابيح والأعلام وقت العودة
والدائرة التى وضَعَتها حول ذلك التاريخ كل عام ...
و لون الوردة حين رجع ليجدها ماتزال بين
صفحات الكتاب الثقيل ........