Friday, October 20, 2006

هذيان شعب



عندما مر النسيم علينا
اصغِ إلى دقات قلبى لو تستطيع أن تفرق بينهما
لو أنك بهذا الذكاء لفهمت هذياني
أفقت لحظة ، استرجعت كل الكلام الذى أخبرتنى
إذن هى الراحلة
و صفير الغارات فى ذاكرتك يمزق ما بيننا ... هو الذل الذى يأكل من حشاك
و كأننى أستبقيه - "دعنى أضمّد جراحك أولاً قبل الرحيل.الدماء التى أغرقت عتبة الباب .. و الأكف المطبوعة على الحيطانكنا ننظف و نرعى و نعمل طوال اليومسرعان ما يعود الوالد من الحج ،إذن... تنتظر ليراك-لكثر ما رآنى
أخبرته أننى .... ذكرته بالماضى.قال:-" لن نعيش إلى الأبد تكفى الذكرى ،والذكرى جميلة...دعينى أرسم صورتى فى عينيك لتبقى لأدعك تحترمين ذكراى- عندما نظن أنه الحب.....عندما نتذكر أنه الوطنإذن هى الراحلةو ابن العم
نسى أنه ابن العم ..عندما سرق إحساننا .. عندما كسر بابنا- أنا لا أخاف .. لكن انتظر يا قلبى ..سرعان ما يعود الوالد
و ابن العم.... منه كثير ينسون أنهم أبناء عم.... -علّنا إذن ظلمناه ..لكن يبدو أنك الوحيد هاهنا...- والفرات.. و كأنه دهرٌُ رحيله.... متى تعود إلى الوطن ...؟!أحد عشر عاماً من التيه .. عندما كنت فى العشرين من العمر .. أتذكر عودتهم فى الصحراء و سقوط البعض لا من القسوة بل هو اليأس
عندما تكون فى العشرين تشيخ فجأة ...لأن الدخلاء يسرقون عمرك
والوالد قاسٍ ... و الوالد احتجزوه هناك
فكنت فى خيمتى على جانب الطريق أنام و كلٌ يمر هنا و هناك ...فليسرقوا ما يسرقوا ، من أنا لأقول.-كنت أنت الشيخ الذى يقرأ أكف الناس فى الخيمة ليأكل و كان المارة عابرى سبيل و سائحين يسألون عن الطريق ليعطوك شيئاً يستحق تذللك هذا...شد كفى لصقَ عينيه..تأمله طويلاً و انتظر عينيّ لتبدأ
فتحت له قلبى"لم أعد أحتمل فقدان كل شىء وذاكرتى تؤرقنى و أرانى فى المنام على تل يحوطه الضباب اخشى النزول ولا أحتمل الوحدةقال وهو ينظر فى الفراغ: "التل تحته بيوت تنهدم و تحته أناس يصرخون .. اهبطى .. والتل عنده قبة من ذهب يعلوه الدماء والهمج ينهشون اللحم البرئ دون أن يردهم أحد..قالها ونظر صامتاً إلى الأرضكنت أنام إذن .. والضباب كثيف و العاصفة تزوم..والعاصفة صراخ وصبر..والعاصفة موت ووعد حقتسلل إذن إلى أحلامى بملابسك القاسية وقوسك وسهامك ، لو أنك تفرق بينها وبين النسيم.مدأناملك الخشنة وانعش روحى واجذبنى من سَجن التل أدفعك .. تدفعنى.. .. لنكون سوياًو الراحلة تأخذنا إلى القوم- ماذا نفيدهم وحدينا..؟ -دعنا نمت إذن معهمابتسم الشيخ لنا بود ورفع اصبعيه
ألست من كنت دجالاً بالأمس
ولكنها الحكمة التى تتنكر بالخداع
قال "وهو الإفراط فى الحذر الذى يسجنك فوق التل
إذن لا يهم
سألنى فجأة متذّكراً: "والوالد..؟ " قلت: "علّه يعود قريباً ويدعو لنا..."قال : أطلقى روحك إذن .... قد فهمت هذيانك...الشيخ هو نفسه الفتى و لكنه العجز الذى يدفع البشر الى التناسى و التلهى و العَجَز..........فعندما نبدأفى الهرب...............هو الأبد الذى نحبو على حافته الزلقة