لامبالاة
عندما تنكسر ثقتك فيمن تحب.... لا تملك إلا أن تمضى فى طريقك
وقع أقدامك على الطريق المتعرجة الصلدة يترامى إلى مسامعك
صوت أنفاسك المتلاحقة تدنو ببطء ، ربما بثقة وربما بلامبالاة
مطرقٌُ تستطيع أن ترى حذاءك العريض يرتطم بصخور الأرض
و حقيبةٌُ مدلاة من كتفك تحتّك بساقك اليمنى باستمرار
على ملابسك تظهر وعثاء السفر، وعلى وجهك ارتسمت علامات العنت والإرهاق
حاولت أضواء الطريق أن تنعكس على عدستى نظّارتك المثبّتة على أنفك البارد إلاّ أنك جعلت تشيح بوجهك عنها مراراً
أعماقك تتساءل فى غموضٍ كئيب هل هى العودة ؟ ... هل هو اللقاء؟
عقلك الحائر لا يبالى بالإجابة الآن
دقات قلبك متسارعة تسارع أنفاسك الملتهبة التى لا تلبث أن تتلاشى أمام عينيك بخاراً متطايراً
ترفع رأسك فى حين عيناك تدوران فى محجريهما يمينا و يسارا محدقتان فى ظلام الطريق ، ناظرتان أحيانا إلى ظلام السماء ، غير مركزتان تماماً على شىء
تعلم أن قدميك تألفان الطريق
رجفة بردٍ سريعة سرت فى أوصالك التعبة... أم هى رجفة رهبة ؟ تسأل نفسك ،ولكن لا فارق الآن فلاعودة ولا مفر
هوذا باب الدار الغارق فى سكون الطريق وحده ينتظرك ،على بعد قدمين منك
خطوة ........... إثنتان
يدك ترتفع سريعاً دون تفكير مجدداً وتطرق الباب برفق و كأنك تخشى أن تمزق ذاك الهدوء بطرقٍ عنيف
يمضى دهرٌُ ولكن فى النهاية ينفتح الباب عن أعماق المنزل الدافىء الملىء بالحضور
تمرق سريعاً ملقياً السلام ...
تذكر أن تلى ذلك صمتٌُ عميقٌُ لم تكسره هزة
عيون الحاضرين -فى ثيابهم الفاخرة- مسلطة عليك فى هدوءٍ ربما مصطنع لكنه حتما
بلا مبالاة
بعضهم تطلع إليك فى دهشة ، بعضهم تهامس فيما بينه... و تجمدت الصورة للحظات إلا من ألسنة اللهب المتراقصة فى المدفأة فى الركن البعيد....والدخان المتصاعد من السيجار الفاخر بين إصبعى والدك
نظراته المتحدية ....... نظراتك المستكينة
لحظات .... مضت بطيئة ... لكنها مضت ، تلاها أن عاد كلٌُ إلى لهوه
ضحكاتٌُ تتصاعد...أصوات الموسيقى الملتهبة ، و رنين كئوس الشراب...وكأن دبّت الحياة فيهم بعد لحظات موتٍ قصيرة
حينها ، علمت أن غيابك أو عودتك لن تغير فى الحياة شيئاً...ربما توقفها للحظة عابرة، علقت فى أذهانهم أو لم تعلق..... لكنها سرعان ما تتلاشى فى طى النسيان...... و اللامبالاة